بلغت بأنني رهن الاعتقال !؟

ضحكتُ بسخريةٍ و قلت و ما الجديد ...؟

فجاءوا للبيتِ قلبوهُ

سرقوهُ

و أخرجوني

وضعوا اللثامَ و أغمضوني

أحكموا القيدَ و السلاسلَ

ألبسوني

صرخوا في وجهي

شتموني و شتموني

بصقتُ شمالاً ثلاثاً

و من غيظهم ضربوني

رفعوني و طرحوني

بأرجلهم داسوا فوق عنقي

ليقهروني

ضيقوا الخناق عليَّ

و في عرضِ الحائطِ صلبوني

وقَفْتُ على أرجلي المكسورة

و من غظيهم على الأرض أجلسوني

و كلابهم مثلهم تبح ليخيفوني

لا أخفيكم سراً

أخاف القطةَ لكنهم على القوة

أجبروني

و من فوبيا الحيوانات عالجوني

و من غيظهم الثالث

في القلب ركلوني

و في ناقلة أركبوني

ثم انصرفوا مسرعين يتهموني

و بقطعة حديد ستنصهر

على ذراعي رقَّموني

و إرهابيٌّ عربيٌّ مخربٌ

سمّوني

و من السجن الكبير إلى الأصغر

نقلوني

رفعوني و طرحوني

و بصراخ على الأرض سحبوني

يبحوثون عن مكان لي في زاوية

ليعلقوني

أو عن زنزانة فارغة ليدخلوني

ثم فارقوني

و بعد لحظة عاودوني

بماء مثلجٍ بعد الساخن

أغرقوني

على كرسيِّ الكهرباء

أجلسوني

ثم انصرفوا يجلدوني

سَقَطتُ مغشياً أرهقوني

جلسوا و كالميت راقبوني

استغرقتُ في اغمائي

و بات كأنه لحظةُ قيلولةٍ

و تركوني

فحلمتُ برجلٍ عظيمُ الجسد

مقسَّمٌ كخارطةِ البلد

في الرأسِ العقلُ

لمنْ جدَّ و اجتهد

و في الذراعِ علمُ الوطنِ

مرفوعٌ بلا كبد

و في القلبِ قدسٌ و زيتونةٌ

و أرضٌ و وعد

و واحدٌ هو الجسد

يافعٌ بلا نكدِ

للبنتِ للولد ِ

للعمومةِ و الأخوالِ

واحدٌ هو الجسد

ليوسف و حنا

لسعدٌ و حمد

للأخ و الأخت

للجدة و الجد

كل الألوان في جسد

من أمة عيسى و محمد

حلمتُ بأن الوطن

قد توحد

توحد بجسد

ابتسمت في غفوة إغمائي

و من غيظهم الرابع

بالصراخ في أذني أيقذوني

و بالسجن ذكَّروني

و بالجسد الذي حلمت فكَّكوني

لأني من هنا

عن اسمي لم يسألوني

و تثبتُ الإدانة فهم يعرفوني

و لمحكمة بغير محام دفعوني

و ستون عاماً بعد...... سيخرجوني

يا حيفا
يا يافا
يا عكا
انتظروني

مشكوووووووووووووووووور