اعلن هنا  -  اعلن هنا  -  اعلن هنا  -  اعلن هنا  -  اعلن هنا  -  اعلن هنا  -  اعلن هنا  -  اعلن هنا  -  اعلن هنا  -  اعلن هنا  -  اعلن هنا  -  اعلن هنا     

 

من روائع قصص القرآن الكريم .
منتديات Vpas
من روائع قصص القرآن الكريم . Jjjjjj10
منتديات Vpas
من روائع قصص القرآن الكريم . Jjjjjj10


منتديات Vpas , ارشفه , برامج ,دروس , عام , تطوير ,
 
الرئيسيةالموقعأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من روائع قصص القرآن الكريم .

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
5ωα6я
مشرف الشات
مشرف الشات
5ωα6я


دولتي : السعودية
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1933
نقاط : 2321
السٌّمعَة : 2
العمر : 31
الوسام : وسام النشاط
الثور الديك
تاريخ الميلاد : 04/05/1993
المزاج : вαđ мøøđ

من روائع قصص القرآن الكريم . Empty
مُساهمةموضوع: من روائع قصص القرآن الكريم .   من روائع قصص القرآن الكريم . I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 03, 2010 6:46 pm


1-**قصة سيدنا موسى والخضر عليهما السلام ***
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنـا
ومن سيـئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد
أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريـك له ولا مثيـل له جلّ ربي لا يُشبه
شيئًا ولا يشبهه شىء، ولا يحلّ في شىء ولا ينحلّ منه شيئ، ليس كمثله شىء
وهو السميع البصير. وأشهد أنَّ سيّدنا وحبيبنا وقرّة أعيننا محمّدًا عبده
ورسوله وصفيّه وحبيبه صلّى الله وسلّم عليه وعلى كل رسول أرسله.
أما بعد عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليِّ القدير
فضلت عرض عليكم قصص من أروع قصص التاريخ وهى قصص أبطالها انبيائنا
الصالحين ومصدرها القرآن الكريم ...اسأل الله أن يوفقنى فى نشرها اليكم
وجمعها لكم بطريقة سلسه وان ينفعنا الله وأياكم بها وان يجعلهم قدوتنا فى
الدنيا وشفعائنا فى االاخره
فصدق القائل القائل في محكم كتابه المعجزة الكريم: {فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ
عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ
أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً قَالَ
إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً} ( سورة الكهف ءاية 65 – 66 –
67).
موسى عليه السلام لَما التقى بسيدنا الخضر عليه السلام الذي هو نبي من
انبياء الله كذلك لكن سيدنا موسى أفضل منه، قـال له: هل تأذن أيها العبد
الصالح أن تفيض عليّ بعلمك على أن أتبعك وألتزم أمرك ونهيك؟ وكان الخضر
عليه السلام قد أُلْهِم أنّ موسى لا يصبر على السكوت إذا رأى ما يكره،
فقال الخضر لموسى: إنك لن تستطيع معي صبرًا، ولو أنك صحبتني سترى ظواهر
عجيبة وأمورًا غريبة . فقال موسى وكان حريصًا على العلم توّاقًا إلى
المعرفة: {سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ
أَمْراً } (الكهف/69).
فقال الخضر: "إن صحبتني ءاخذ عليك عهدًا وشرطًا أن لا تسألني عن شىء حتى
ينقضي الشرط وتنتهي الرحلة وإني بعدها سأبيّن لك ما قد تتساءل عنه وأشفي
ما بصدرك.يقول ربّ العزّة في محكم التنْزيل:["] {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا
رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا }[/]"] الآية. (سورة
الكهف/71).[/]بينما هما في السفينة فوجىء موسى بأنّ الخضر أخذ لوحين من
حشب السفينة فخلعهما، فقال موسى ما أخبر ربنا عنه في القرءان: {قَالَ
أَخَرَقْتَهَالِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً قَالَ
أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً} (الكهف/71 -
72).ثم ذكّره الخضر بالشرط والعهد فتذكّر موسى وقال: لا تؤاخذني. وبينما
هما على السفينة إذ جاء عصفور فوقع على حرفها فغمس منقاره في البحر، فقال
الخضر لموسى: "ما علمي وعلمك في جنب علم الله إلا كما نقر هذا العصفور من
البحر".
معناه لا نعلم من معلومات الله إلا القدر الذي أعطانا، والقدر الذي أعطانا
بالنسبة لِما لم يُعطنا كما أصاب منقار العصفور في الماء حين غمسه في
البحر. ولَمّا مرت السفينة بعد حين بدون أن يغرق أحد، مرّر الخضر عليه
السلام يده على مكان اللوحين المكسورين فعادا كما كانا بإذن الله.
ولما غادرا السفينة تابعا المسير فوجدا غِلمانًا وفتيانًا يلعبون فأخذ
الخضر واحدًا منهم كان كافرًا لصًا قاطعًا للطريق وكان يُفسد ويقسم لأبويه
أنه ما فعل فأخذه الخضر إلى بعيد أضجعه وقتله كما أخبر الله عزّ وجلّ في
سورة الكهف:{فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ
أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً
نُّكْراً} (الكهف ءاية74) {قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن
تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً} (الكهف/75).أكمل موسى والخضر عليهما السلام
طريقهما وانطلقا حتى أتيا قريةً وكان أهلها بخلاء لئامًا، فطافا في
المجالس وطلبا طعامًا فلم يقدّم أهل القرية لهما شيئًا وردّوهما ردا غير
جميل فخرجا جائعين وقبل أن يجاوزا القرية وجدا جدارًا يتداعى للسقوط ويكاد
ينهار فرفعه الخضر بمعجزةٍ له بيده ومسحه فاستقام واقفًا فاستغرب موسى
وقال عَجَبًا أتجازي هؤلاء القوم الذين أساءوا اللقاء بهذا الإحسان لو شئت
لأخذت على فِعْلِك هذا أجرًا منهم نسدّ به حاجتنا. فقال الخضر وقد تيقّن
أنّ موسى عليه السلام لن يستطيع بعد الآن صبرًا: هذا فِراق بيني وبينك.
قال الخضر لموسى بِما أخبر الله تعالى به في القرءان العظيم: {قَالَ هَذَا
فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع
عَّلَيْهِ صَبْراً} (الكهف/78).أما السفينة التي خرقها فكانت لمساكين
يعملون في البحر فيصيبون منها رزقًا، وكان عليهم ملك فاجر يأخذ كل سفينة
صحيحة تمرّ في بحره غصبًا ويترك التي فيها خلل وأعطال. فأظهر الخضر فيها
عيبًا حتى إذا جاء خدام الملك تركوها للعيب الذي فيها، ثم أصلحها وبقيت
لهم.
وأما الغلام الذي قتله الخضر كان كافرًا وأبواه مؤمنين وكانا يعطفان عليه،
قال الخضر كرهت أن يحملهما حبّه على أي يتابعاه على كفره فأمرني الله أن
أقتله باعتبار ما سيئول أمره إليه إذ لو عاش لأتعب والديه بكفره ولله أن
يحكم في خلقه بما يشاء.
وأما الأمر الثالث وهو الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وتحت الجدار
كنْزٌ لهما ولَمّا كان الجدار مشرفًا على السقوط ولو سقط لضاع ذلك الكنْز
أراد الله إبقاءه على اليتيمين رعاية لحقّهما.
ثم قال الخضر ما أخبر الله به في سورة الكهف:
{وَمَا فَعَلْتُهُ
عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً } (الكهف/82).
اللهمّ انفعنا بالأنبياء والأولياء والصالحين يا ربّ العالمين.





من روائع قصص القرآن الكريم . RealMadrid
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
5ωα6я
مشرف الشات
مشرف الشات
5ωα6я


دولتي : السعودية
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1933
نقاط : 2321
السٌّمعَة : 2
العمر : 31
الوسام : وسام النشاط
الثور الديك
تاريخ الميلاد : 04/05/1993
المزاج : вαđ мøøđ

من روائع قصص القرآن الكريم . Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص القرآن الكريم .   من روائع قصص القرآن الكريم . I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 03, 2010 6:48 pm


2-***قصة إبراهيمَ عليه السلامُ في تكسيره للأصنام***
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ولما رأى إبراهيم عليه الصلاةُ والسلام أنهم ما زالوا مُتعلقين بأوهامهم
مُتمسكين بعبادة أصنامهم عقَد النية على أن يكيدَ أصنامهم ويفعلَ بها
أمرًا يقيم الحجة به عليهم لعلهم يفيقون من غفلتهم ويصحون من كَبوتهم،
وكان من عادةِ قومِه أن يُقيموا لهم عيدًا، فلمّا حل عليهم عيدهم وهمّوا
بالخروجِ إلى خارجِ بلدهم دعَوْه ليَخرج معهم فأخبرهم أنه سيقيم لأنه أراد
التخلفَ عنهم ليكسرَ أصنامهم ويقيم الحجةَ عليهم، قال تعالى :{فَنَظَرَ
نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) فَتَوَلَّوْا
عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90)} (سورة الصافات).
فلمّا مضى قومه ليحتفلوا بعيدهم نادى في ءاخرهم :{وَتَاللهِ لأَكِيدَنَّ
أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57)} (سورة الأنبياء)
قيل: سمعه بعضهم وقيل: خفية في نفسه، ثم رجَعَ إبراهيمُ إلى بيتِ الأصنام
الذي كان فيه قومُه يعبدون هذه الأصنام، فإذا هو في بَهْو عظيم واسع
مستقبلَ باب البهو صنم كبير إلى جانبه أصنام صغيرة بعضها إلى جنب بعض،
وإذا هم قد صنعوا لها طعامًا وضَعوهُ أمام هذه الأصنام،
فلمّا نظر إبراهيمُ عليه الصلاةُ والسلامُ إلى ما بَين أيدي هذه الأصنام
من الطعام الذي وضعه قومُه قربانًا لها ورأى سخافة عقولهم، خاطبَ هذه
الأصنام وقال لها على سبيل التهكم والازدراء {ألا تأكلون} فلما لم تُجبه
قال لها أيضًا على سبيل الاحتقار:{مَا لَكُمْ لا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ
عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93)} (سورة الصافات).
أمسك بيده اليمنى فأسًا وأخذَ يَهوي على الأصنام يكسرها ويحطمُ حجارتها
قال تعالى :{فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا} (سورة الأنبياء/58)، وما زال كذلك حتى
جعلها كلّها حُطامًا إلا كبيرَ هذه الأصنام فقد أبقى عليه وعلَّقَ الفأسَ
في عنقِه ليرجعوا إليهِ فيُظهر لهُم أنها لا تنطقُ ولا تعقل ولا تدفعُ عن
نفسِها ضَررًا، وبذلك يُقيم سيدنا إبراهيم عليه السلام الحجّة على قومه
الكافرين الذين يعبدونها على غير برهان ولا هدًى تقليدًا لآبائهم، قال
تعالى :{إِلاَّ كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58)}
(سورة الأنبياء).
ولما رجع قومه من عيدهم ووجدُوا ما حلّ بأصنامهم بُهتوا واندهشوا وراعهم
ما رأوا في أصنامهم، قال اللهُ تعالى :{قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا
بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى
يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)} (سورة الأنبياء) يعنونَ فتى
يسبها ويعيبها ويستهزىء بها وهو الذي نظنُّ أنّه صنعَ هذا وكسرها، وبلغ
ذلكَ الخبر الملك نمرود الجبار ملِك البلاد وحاكمها وأشراف قومه {قَالُوا
فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61)}
وأجمعوا على أن يحضروا إبراهيمَ ويَجمعوا الناس ليشهدوا عليه ويسمعوا
كلامَه وكان اجتماعُ الناس في هذا المكانِ الواحدِ مَقصد إبراهيم عليه
الصلاة والسلام ليُقيمَ على قومه الحجّة على بطلانِ ما هم عليه من عبادة
الأصنامِ التي لا تضرّ ولا تنفع، وتقاطرت الوفود وتكاثرت جموعُ الكافرينَ
كلّ يريدُ الاقتصاص من إبراهيم نبي اللهِ الذي أهانَ أصنامهم واحتقرها، ثم
جاءوا بإبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى هذا الجمع الزاخر من الكافرين
أمام ملِكهم الجبار نمرود {قَالُوا ءَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا
يَا إِبْرَاهِيمُ (62)} (سورة الأنبياء)
وهنا وجدَ نبيُّ الله إبراهيمُ الفُرصةَ سانحة ليقيمَ الحُجّة عليهم
وليظهر لهم سُخفَ مُعتقدهم وبُطلان دينهم {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ
كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ (63)} (سورة
الأنبياء) وهذا إلزام للحجّة عليهم بأن الأصنامَ جماد لا تقدرُ على النطق،
وأنَّ هذه الأصنام لا تستحقّ العبادةَ فهي لا تضرّ ولا تنفع، ولا تملك لهم
نفعًا ولا ضرًّا ولا تغني عنهم شيئًا.
فعادوا إلى أنفسهم فيما بينهم بالملامةِ لأنهم تركوها من غيرٍ حافظ لها
ولا حارس عندها، ثم عادوا فقالوا لإبراهيمَ عليه السلام ما أخبر اللهُ
تعالى :{ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء
يَنطِقُونَ (65)} (سورة الأنبياء) أي لقد علمت يا إبراهيم أن هذه الأصنام
التي نعبدها لا تنطق فكيف تطلبُ منا أن نسألها.
فلما أقروا على أنفسهم بأن أصنامَهم التي اتخذوها ءالهة من دونِ اللهِ
عاجزةً عن الإصغاءِ والنطقِ واعترفوا أنها عاجزة لا تدرك ولا تشعر ولا
تقدر ولا حياة لها، عند ذلكَ أقام إبراهيمُ عليه السلام الحجَّة عليهم
وأفحمهم قال اللهُ تعالى :{قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لا
يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا
تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67)} (سورة الأنبياء)،
وقال لهم :{وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)} (سورة الصافات)،
عند ذلك غُلبوا على أمرهم وألزمهم نبيُّ اللهِ إبراهيم الحجَّة عليهم فلم
يجدوا حجَّة يَحتجونَ بها عليه، يقول تعالى :{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا
ءاتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن
نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)} (سورة الأنعام).
قال تعالى :{وَلَقَدْ ءاتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ
وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ
التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا
ءابَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ
وَءابَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ
أَمْ أَنتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ
الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن
تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلاَّ كَبِيرًا
لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا
بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59)
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)
قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ
(61) قَالُوا ءَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62)
قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا
يَنطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ
أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ
عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ
اللهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَّكُمْ
وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا
حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا ءالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا
يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وأرادوا به
كيدًا فجعلناهمُ الأخسرين (70)} (سورة الأنبياء).
فائدة: ليُعلم أن قول إبراهيم عليه الصلاةُ والسلام {بَلْ فَعَلَهُ
كَبِيرُهُمْ هَذَا}: "بل فعله كبيرهم هذا" ليس كذبًا حقيقيًّا بل هو صِدق
من حيث الباطن والحقيقة، لأن كبيرَ الأصنامِ هو الذي حملَه على الفتك
بالأصنامِ الأخرى من شِدّة اغتياطِه من هذا الصنم الكبير لمبالغتهم في
تعظيمهِ بتجميل هيأته وصورته، فحمله ذلك على أن يكسر صغارَ الأصنام ويهين
كبيرها، فيكونُ إسناد الفعل إلى الكبير إسنادًا مجازيًا فلا كذب في ذلك،
لأن الأنبياءَ يستحيلُ عليهُم الكذب لأن من صفاتهم الواجبة لهُم الصدق فهم
لا يكذبون. ولما قال إبراهيم عليه السلام لقومه عندما سألوه {ءَأَنتَ
فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ
كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ (63)} أرادَ
بذلكَ أن يُبادروا إلى القولِ بأنها لا تنطق، قال تعالى {فَرَجَعُوا إِلَى
أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ
نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ (65)}
(سورة الأنبياء)...
.

من روائع قصص القرآن الكريم . RealMadrid

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
5ωα6я
مشرف الشات
مشرف الشات
5ωα6я


دولتي : السعودية
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1933
نقاط : 2321
السٌّمعَة : 2
العمر : 31
الوسام : وسام النشاط
الثور الديك
تاريخ الميلاد : 04/05/1993
المزاج : вαđ мøøđ

من روائع قصص القرآن الكريم . Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص القرآن الكريم .   من روائع قصص القرآن الكريم . I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 03, 2010 6:49 pm

3- سيــدنا يوسف عليه السلام مع والديه واخوتهِ
وامـــرآة العــزيـز
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
1-مع اخوتــه:::
~~~~~~~~~
قال تعالى :
{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ
كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ، قَالَ
يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ
كَيْداً إِنَّ الشّيْطان لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ، وَكَذَلِكَ
يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ
نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى
أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ}.
القصة:
كان ليعقوب من البنين اثنا عشر ولداً ذكراً ، وإليهم تنسب أسباط بني إسرائيل كلهم، وكان أشرفهم وأجلهم وأعظمهم يوسف عليه السلام.
وقد ذهب طائفة من العلماء إلى أنه لم يكن فيهم نبي غيره، وباقي اخوته لم يَوْحَ إليهم.
وظاهر ما ذكر من فعالهم ومقالهم في هذه القصة يدل على هذا القول.
ومن استدل على نبوتهم بقوله: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ
إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ} وزعم أن هؤلاء هم الأسباط، فليس استدلاله
بقوى، لأن المراد بالأسباط شعوب بني إسرائيل وما كان يوجد فيهم من
الأنبياء الذين ينزل عليهم الوحي من السماء والله أعلم.
ومما يؤيد أن يوسف عليه السلام هو المختص من بين اخوته بالرسالة والنبوة - أنه ما نص على واحد من اخوته سواه فدل على ما ذكرناه.
ويستأنس لهذا بما قال الإمام أحمد: حَدَّثَنا عبد الصمد، حَدَّثَنا عبد
الرحمن، عن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم".
انفرد به البُخَاريّ. فرواه عن عبد الله بن محمد وعبدة عن عبد الصمد بن
عبد الوارث به وقد ذكرنا طرقه في قصة إبراهيم بما أغنى عن إعادته هنا.
ولله الحمد والمنة.
قال المفسرون وغيرهم: رأى يوسف عليه السلام وهو صغير قبل أن يحتلم، كأن
أحد عشر كوكباً، وهم إشارة إلى بقية إخوته، والشمس والقمر وهما عبارة عن
أبويه، قد سجدوا له فهاله ذلك.
فلما استيقظ قصها على أبيه، فعرف أبوه أنه سينال منزلة عالية ورفعة عظيمة
في الدنيا والآخرة، بحيث يخضع له أبواه وأخوته فيها. فأمره بكتمانها وألا
يقصها على أخوته؛ كي لا يحسدوه ويبغوا له الغوائل ويكيدوه بأنواع الحيل
والمكر.
وهذا يدل على ما ذكرناه.
ولهذا جاء في بعض الآثار: "استعينوا على قضاء حوائجكم بكتمانها فإن كل ذي نعمة محسود".
وعند أهل الكتاب أنه قصها على أبيه وأخوته معاً. وهو غلط منهم.
{وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} أي وكما أراك هذه الرؤية العظيمة، فإذا
كتمتها {يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} أي يخصك بأنواع اللطف والرحمة،
{وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} أي يفهمك من معاني الكلام
وتعبير المنام ما لا يفهمه غيرك.
{وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} أي بالوحي إليك {وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ}
أي بسببك، ويحصل لهم بك خير الدنيا والآخرة. {كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى
أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ} أي ينعم عليك ويحسن
إليك بالنبوة، كما أعطاها أباك يعقوب، وجدك اسحاق، ووالد جدك إبراهيم
الخليل، {إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}كما قال تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ
حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}.
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل أي الناس أكرم؟ قال: "يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله".
وقد روى ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيريهما، وأبو يعلى والبزار في
مسنديهما، من حديث الحكم بن ظهير - وقد ضعفه الأئمة - على السُّدِّي عن
عبد الرحمن بن سابط، عن جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من
اليهود يقال له: بستانة اليهودي، فقال: يا محمد أخبرني عن الكواكب التي
رآها يوسف أنها ساجدة له ما أسماءها؟ قال: فسكت النبي صلى الله عليه وسلم
فلم يجبه بشيء، ونزل جبريل عليه السلام بأسمائها، قال: فبعث إليه رسول
الله فقال: "هل أنت مؤمن إن أخبرتك بأسماءها؟" قال: نعم. فقال: هي جريان،
والطارق، والذيال، وذو الكتفان، وقابس، ووثاب، وعمودان، والفيلق، والمصبح،
والضروح، وذو الفرع. والضياء، والنور".
فقال اليهودي: أي والله إنها لأسماؤها. وعند أبي يعلى فلما قصها على أبيه قال: هذا أمر مشتت يجمعه الله والشمس أبوه والقمر أمه.‏
قال تعالى {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَاخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ،
إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ
عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ
اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ
بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ، قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا
يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ
السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ}.
ينبه تعالى على ما في هذه القصة من الآيات والحكم، والدلالات والمواعظ
والبينات. ثم ذكر حسد إخوة يوسف له على محبة أبيه له ولأخيه - يعنون شقيقه
لأمه بنيامين - أكثر منهم، وهم عصبة أي جماعة يقولون: فكنا نحن أحق
بالمحبة من هذين {إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} أي بتقديمه حبهما
علينا.
ثم اشتوروا فيما بينهم في قتل يوسف أو إبعاده إلى أرض لا يرجع منها ليخلو
لهم وجه أبيهم أي لتتمحض محبته لهم وتتوفر عليهم، وأضمروا التوبة بعد ذلك.
فلما تمالأوا على ذلك وتوافقوا عليه {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ} قال مجاهد:
هو شمعون، وقال السُّدِّي: هو يهوذا، وقال قتادة ومُحَمْد بن إسحاق: هو
أكبرهم روبيل: {لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ
يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ} أي المارة من المسافرين {إِنْ كُنتُمْ
فَاعِلِينَ} ما تقولون لا محالة، فليكن هذا الذي أقول لكم، فهو أقرب حالاً
من قتله أو نفيه وتغريبه.
فأجمعوا رأيهم على هذا، فعند ذلك {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا
تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ، أَرْسِلْهُ مَعَنَا
غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ، قَالَ إِنِّي
لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ
وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ، قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ
وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخَاسِرُونَ}. طلبوا من أبيهم أن يرسل
معهم أخاهم يوسف، وأظهروا له أنهم يريدون أن يرعى معهم وأن يلعب وينبسط،
وقد أضمروا له ما الله به عليم.
فأجابهم الشيخ، عليه من الله أفضل الصلاة والتسليم: يا بني يشق عليَّ أن
أفارقه ساعة من النهار، ومع هذا أخشى أن تشتغلوا في لعبكم وما أنتم فيه،
فيأتي الذئب فيأكله، ولا يقدر على دفعه عنه لصغره وغفلتكم عنه.
{قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً
لَخَاسِرُونَ} أي لئن عدا عليه الذئب فأكله من بيننا، أو اشتغلنا عنه حتى
وقع هذا ونحن جماعة، إنا إذن لخاسرون، أي عاجزون هالكون.
وعند أهل الكتاب: أنه أرسله وراءهم يتبعهم، فضل عن الطريق حتى أرشده رجل
إليهم. وهذا أيضاً من غلطهم وخطئهم في التعريب؛ فإن يعقوب عليه السلام كان
أحرص عليه من أن يبعثه معهم، فكيف يبعثه وحده.‏
{فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ
الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا
وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ، وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ، قَالُوا
يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ
مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ
كُنَّا صَادِقِينَ، وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ
سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ
الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.
لم يزالوا بأبيهم حتى بعثه معهم، فما كان إلا أن غابوا عن عينيه، فجعلوا
يشتمونه ويهينونه بالفعال والمقال، وأجمعوا على إلقائه في غيابت الجب، أي
في قعره على راعونته، وهي الصخرة التي تكون في وسطه يقف عليها المائح، وهو
الذي ينزل ليملي الدّلاء، إذا قلَّ الماء، والذي يرفعها بالحبل يسمّى
الماتح.
فلمّا ألقوه فيه أوحى الله إليه: أنه لا بدّ لك من فرجٍ ومخرج من هذه
الشدة التي أنت فيها، ولتخبرن أخوتك بصنيعهم هذا، في حالٍ أنت فيها عزيز،
وهم محتاجون إليك خائفون منك {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}.
قال مجاهد وقتادة: وهم لا يشعرون بإيحاء الله إليه ذلك. وعن ابن عبَّاس
{وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}، أي لتخبرنهم بأمرهم هذا في حال لا يعرفونك فيها.
رواه ابن جرير عنه.
فلما وضعوه فيه ورجعوا عنه أخذوا قميصه فلطّخوه بشيءْ من دمٍ ورجعوا إلى
أبيهم عشاء وهم يبكون، أي على أخيهم. ولهذا قال بعض السلف: لا يغرّنك بكاء
المتظلم فربَّ ظالم وهو باك، وذكر بكاء إخوة يوسف، وقد جاءوا أباهم عشاءً
يبكون، أي في ظلمه الليل ليكون أمشي لغدرهم لا لعذرهم.
{قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ
عِنْدَ مَتَاعِنَا} أي ثيابنا {فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} أي في غيبتنا عنه في
استباقنا، وقولهم: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا
صَادِقِينَ} أي وما أنت بمصدق لنا في الذي أخبرناك من أكل الذئب له، ولو
كنّا غير متهمين عندك، فكيف وأنت تتهمنا في هذا؟ فإنك خشيت أن يأكله
الذئب، وضمّنا لك أن لا يأكله لكثرتنا حوله، فصرنا غير مصدقين عندك فمعذور
أنت في عدم تصديقك لنا والحالة هذه. {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ
كَذِبٍ} أي مكذوب مفتعل، لأنهم عمدوا إلى سخلة ذبحوها فأخذوا من دمها
فوضعوه على قميصه ليوهموه أنه أكله الذئب، قالوا: ونسوا أن يخرّقوه، وآفة
الكذب النسيان. ولما ظهرت عليهم علائم الريبة لم يَرُجْ صنيعهم على أبيهم،
فإنه كان يفهم عداوتهم له، وحسدهم إياه على محبته له من بينهم أكثر منهم،
لما كان يتوسّم فيه من الجلالة والمهابة التي كانت عليه في صغره لما يريد
الله أن يخصه به من نبوته. ولما راودوه عن أخذه، فبمجرد ما أخذوه أعدموه
وغيبوه عن عينيه وجاؤوا وهم يتباكون، وعلى ما تملأوا يتواطؤن ولهذا {قَالَ
بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ
الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.
وعند أهل الكتاب: أن روبيل أشار بوضعه في الجب ليأخذه من حيث لا يشعرون،
ويرده إلى أبيه، فغافلوه وباعوه لتلك القافلة. فلما جاء روبيل آخر النهار
ليخرج يوسف لم يجده فصاح وشق ثيابه. وعمد أولئك إلى جَدْيٍ فذبحوه ولطّخوا
من دمه جبةَ يوسف. فلّما علم يعقوب شقَ ثيابه ولبس مئزراً أسود، وحزن على
ابنه أياماً كثيرة.
وهذه الركاكة جاءت من خطئهم في التعبير والتصوير.‏
{وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ
يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا
يَعْمَلُونَ، وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا
فِيهِ مِنْ الزَّاهِدِينَ، وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ
لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ
وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ
مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ، وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ
حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.
يخبر تعالى عن قصة يوسف حين وضع في الجب أنه جلس ينتظر فرج الله ولطفه به
فجاءت سيّارة، أي مسافرون.قال أهل الكتاب كانت بضاعتهم من الفستق والصنوبر
والبطم، قاصدين ديار مصر، من الشام، فأرسلوا بعضهم ليستقوا من ذلك البئر،
فلما أدلى أحدُهم دلوه، تعلَّق فيه يوسف.
فلما رآه ذلك الرجل: {قَالَ يَا بُشْرَى} أي يا بشارتي {هَذَا غُلامٌ
وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} أي اوهموا انه معهم غلام من جملة متجرهم،
{وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} أي هو عالم بما تمالأ عليه اخوته
وبما يُسِرُّهُ واجدوه، من انه بضاعةٌ لهم، ومع هذا لا يغيّره تعالى،
لماله في ذلك من الحكمة العظيمة، والقَدَر السابق، والرحمة بأهل مصر، بما
يجري الله على يدي هذا الغلام الذي يدخلها في صورة أسير رقيق، ثم بعد هذا
يملّكُه أزمة الأمورِ، وينفعهم الله به في دنياهم وأخراهم بما لا يُحَدّ
ولا يوصف.
ولما استشعر أخوة يوسف بأخذ السيارة له، لحقوهم وقالوا: هذا غلامنا أبق
منا فاشتروه منهم بثمن بخس، أي قليل نزر، وقيل: هو الزَّيف {دَرَاهِمَ
مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنْ الزَّاهِدِينَ}.
قال ابن مسعود وابن عبَّاس ونوف البكالي والسُّدِّي وقتادة وعطية العوفي:
باعوه بعشرين درهماً اقتسموها درهمين. وقال مجاهد: اثنان وعشرون درهماً.
وقال عكرمة ومُحَمْد بن إسحاق: أربعون درهماً، فالله أعلم.

عزيز مصر:
{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي
مَثْوَاهُ} أي أحسني إليه {عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ
وَلَداً} وهذا من لطف الله به ورحمته وإحسانه إليه بما يريد أن يؤهله له،
ويعطيه من خيري الدنيا والآخرة.
قالوا: وكان الذي اشتراه من أهل مصر عزيزها، وهو الوزير بها الذي {تكون}
الخزائن مسلمة إليه. قال ابن إسحاق: واسمه أطفير بن روحيب، قال: وكان ملك
مصر يومئذ الريان بن الوليد، رجل من العماليق، قال: واسم امرأة العزيز
راعيل بنت رعاييل. وقال غيره: كان اسمها زليخا، والظاهر أنه لقبها. وقيل:
"فكا" بنت ينوس، رواه الثعلبي عن ابن هشام الرفاعي.
وقال مُحَمْد بن إسحاق، عن مُحَمْد بن السائب، عن أبي الصالح، عن ابن
عبَّاس: كان اسم الذي باعه بمصر، يعني الذي جلبه إليها مالك بن ذعر بن
نويب بن عفقا بن مديان بن إبراهيم، فالله أعلم.
وقال ابن إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود، قال: أفرس الناس ثلاثة: عزيز
مصر حين قال لامرأته اكرمي مثواه، والمرأة التي قالت لأبيها عن موسى {يَا
أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ
الأَمِينُ} وأبو بكر الصديق حين استخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
ثم قيل: اشتراه العزيز بعشرين ديناراً. وقيل: بوزنه مسكاً، ووزنه حريراً، ووزنه وَرِقاً. فالله أعلم.
وقوله: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ} أي وكما قيضنا هذا
العزيز وامرأته يحسنان إليه، ويعتنيان به مكنا له في أرض مصر
{وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} أي فهمها. وتعبير الرؤيا
من ذلك {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}، أي إذا أراد شيئاً فإنه يقيض
له أسباباً وأموراً لا يهتدي إليها العباد، ولهذا قال تعالى: {وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}.
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ
نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} فدل على أن هذا كله كان وهو قبل بلوغ الأشد، وهو
حد الأربعين الذي يوحي الله فيه إلى عباده النبيين عليهم الصلاة والسلام
من رب العالمين.
وقد اختلفوا في مدة العمر الذي هو بلوغ الأشد، فقال مالك وربيعة وزيد بن
أسلم والشَّعبي: هو الحلم، وقال سعيد بن جبير، ثماني عشرة سنة، وقال
الضحاك: عشرون سنة، وقال عكرمة: خمس وعشرون سنة، وقال السُّدِّي: ثلاثون
سنة. وقال ابن عبَّاس ومجاهد وقتادة، ثلاث وثلاثون سنة، وقال الحسن أربعون
سنة. ويشهد له قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ
أَرْبَعِينَ سَنَةً}.‏

من روائع قصص القرآن الكريم . RealMadrid
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
5ωα6я
مشرف الشات
مشرف الشات
5ωα6я


دولتي : السعودية
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1933
نقاط : 2321
السٌّمعَة : 2
العمر : 31
الوسام : وسام النشاط
الثور الديك
تاريخ الميلاد : 04/05/1993
المزاج : вαđ мøøđ

من روائع قصص القرآن الكريم . Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص القرآن الكريم .   من روائع قصص القرآن الكريم . I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 03, 2010 6:51 pm

4-***مَــولد إسماعيل عليه السلام وقصة ماء زمزم***

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مَكَثَ إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام مع زوجته سارة في فلسطين واستقرَّ
بها وكانت سارة عَقيمًا لا تَلِد وكان يَحزُنها أن تَرى زوجها ليس له
وَلَد قيل: كان قد بَلَغ من العمر سِتًّا وثَمانينَ سَنة وهي قد جاوزت
السبعين، فَوَهبتْ سارة هَاجَر وأعطتها لزوجها إبراهيم عليه الصلاة
والسلام، فقبل إبراهيمُ ذلك فلمَّا أعطت سَارةُ هاجرَ لإبراهيم عليه
السلام صارت ملكه وحَلالاً له في شريعة الله لأنها كانت أمة مملوكة، فلما
دخل إبراهيم بهاجر وَلَدَت له غلامًا زكيًّا هو سيدنا إسماعيل عليه السلام
الذي كان من نَسْله سيدُنا محمد صلى الله عليه وسلم، ففَرِح إبراهيمُ عليه
الصلاة والسلام بِهذا المولود الجديد وكذلك فرحت زوجته سارة لفرحه، ولمَّا
بلغ إبراهيم مع ابنه إسماعيل وأمه هاجر مكة وكانت هاجر تُرضع ابنها
إسماعيل، وضعها إبراهيم مع ابنه عند دَوْحة ـ وهي الشجرة الكبيرة ـ فوق
زمزم في أعلى المسجد، في ذلك المكان القفر وليس بمكة يومئذ أحد ولا بُنيان
ولا عمران ولا ماء ولا كلأ، تركهما هناك وترك لهما كيسًا فيه تمر وسقاء
فيه ماء، ثمَّ لمّا أراد العودة إلى بلاد فلسطين وقفَّى راجعًا لحقته هاجر
أمُّ إسماعيل وهي تقول له: يا إبراهيم أين تتركنا في هذا المكان الذي ليس
فيه سمير ولا أنيس؟ وجعلت تقول له ذلك مِرارًا وكان يُريد أن يطيعَ الله
فيما أمره عند ذلك فقالت له: ءالله أَمَرك بهذا؟ قال: نعم، فقالت له بلسان
اليقين وبالمنطِق القويم: إذًا لا يُضَيّعُنَا، ثُمَّ رجعت.
ولمّا ابتعدَ إبراهيمُ عن ولده وأمِّ إسماعيل هاجر قليلاً وعند الثنية
التفت جهة البيت ووقف يدعو الله تبارك وتعالى ويقول: {رَّبَّنَا إِنِّي
أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ
الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً
مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ
لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)} [سورة ابراهيم].مَكَثَتْ هَاجرُ أُمُّ
اسماعيل مع ولدها إسماعيل حَيث وضعهما إبراهيم عليه السلام وصَارتْ ترضع
ولدها إسماعيل وتشرب من ذلك الماء الذي تركه لهما إبراهيم، حتى إذا نفد ما
في ذلك السقاء عَطشت وعَطِش ابنها وجَعل يَبكي ويَتَلوى من شدة العَطَش،
وجعلت تنظر إليه وهو يتلوى، وانطلقت كراهية أن تنظر إليه في هذه الحالة
وصارت تُفتّشُ له عن ماء، فوجدت الصفا أقرب جَبَل في الأرض يليها فَصعِدتْ
عليه، ثم استقبلت الوادي تَنظرُ هل ترى أَحَدًا، فلم تَرَ أحدًا، فهبطت من
الصفا حتى بلغت الوادي وصارت تَسعى سَعيَ المجهود حتى وصلت إلى جَبَل
المروة، فَصعدت عليه ونَظَرت فلم تجد أحدًا، فأخذت تذهب وتجىء بين الصفا
والمروة سَبْعَ مرات، فلمّا أشرفت على المَرْوة سمعت صوتًا، فقالت: أغثنا
إن كان عندك غواثٌ؟ فرأت مَلَكًا وهو جبريل عليه السلام يضرب بِقَدَمِه
الأرض حتى ظهر الماء السَلسَبيل العذب وهو ماء زمزم، فجعلت أم اسماعيل
تُحوّط الماء وتغرف منه بسقائها وهو يفورُ، وجعل جبريل يقولُ لها: لا
تخافي الضياع فإنَّ لله ههنا بَيتًا وأشار إلى أكمة مُرتفعة من الأرض
يبنيه هذا الغلام وأبوه. روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم"
أو قال: "لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينًا معينًا".
شربت هاجر من ماء زمزم، وارتوت وأرضعت ولدها إسماعيل شاكرة الله الكريم
اللطيف على عظيم فضله ورحمته وعنايته، ثم بدأت الطيور تَرِد ذلك الماء
وتَحوم حوله، ومَرَّت قبيلةُ جُرهم العربية فرأوا الطيورَ حَائِمة حَول
ذلك الماء، فاستدلوا بذلك على وجود الماء، فوصلوا إلى ماء زمزم واستأذنوا
من أمّ إسماعيل أن يضربوا خيامَهم حَول ذلك المكان قريبًا منه فأذنت لهم
واستأنست بوجودهم حولها، ثم أخذ العُمران يتكاثر ببركة هذا الماء المبارك
الذي خلقه الله في ذلك المكان مِنْ هذه البقعة المباركة الطيبة.
شَبَّ إسماعيل عليه السلام وَلَدُ إبراهيم بين قبيلة جرهم العربية وتعلم
منهم العربية وترعرعَ بينهم، ولمّا أعجبهم سيرته وخُلُقُه زَوّجوه امرأة
منهم، وأصبحت مكة مأهولة بالسكان منذ ذلك الحين بعد أن كانت جَرداء وقفرًا
مُوحشًا، وكان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام بَعْد أن رجع إلى فلسطين
بعد كل مدة وحين يذهب إلى مكة يَتَرددُ إليهم وينظر إليهم ويتفقدُهم صلوات
الله وسلامه عليه.
فائدة: جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا فتحتم
مصر فاستوصوا بأهلها خيرًا فإنَّ لهم ذمة ورحمًا" قيل: يعني ولادة هاجر
لإسماعيل، وقيل غير ذلك، والحديث رواه الطبراني، وقال الحافظ الهيثمي:
"رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح"

من روائع قصص القرآن الكريم . RealMadrid

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
5ωα6я
مشرف الشات
مشرف الشات
5ωα6я


دولتي : السعودية
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1933
نقاط : 2321
السٌّمعَة : 2
العمر : 31
الوسام : وسام النشاط
الثور الديك
تاريخ الميلاد : 04/05/1993
المزاج : вαđ мøøđ

من روائع قصص القرآن الكريم . Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص القرآن الكريم .   من روائع قصص القرآن الكريم . I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 03, 2010 6:51 pm

5-*** ألأســـــــراء والمعـــــــراج***
~~~~~~~~~~~~~~~~~

الأسراء والمعراج معجزتان عظيمتان للرسول صلىالله عليه وسلم أيده الله عز
وجل بهما ليزيده ثباتا أمام الكفرة والمشركين وليعوضه بهما عما أفتقد هذا
العام الذي سمي بعام الحزن إذ افتقد الرسول صلى الله عليه أعز انصاره
وأكثرهم دفاعا عنه وأخلصهم إليه أفتقد زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله
عنها وعمه أبا طالب الذي كان نصيره والمدافع عنه فأراد لرسول الله عز وجل
التعويض عنهما فسار إلى الطائف عل الله عز وجل يهدي أهلها ويجبب إليهم
الإيمان إلا انه عليه السلام عاد من الطائف خائبا بعد ان آذاه أهلها
وأبعدوه من مدينتهم ثم أخذ يعرض نفسه عل القبائل العربية أثناء المواسم
فلم يجد فيهم ما يريده فجلس نبي صلى الله عليه وسلم حزينا كثيبا بعد أن لم
يجد في الناس يلبي دعوته عندئد منحه الله عز وجل هاتين المعجزتين ليخفف
عنه يعض الحزن والألم وليرى من أيات ربه الكبرى ما يزيده طمانينة

1- الإســــــــــراء :::
~~~~~~~~~~~~~~~

حدث الإسراء قبل الهجرة بالسنة كاملة في ليلة من ليالي رجب وفي السنة
الثانية عشرة من البعثة والاسراء هو توجهه عليه الصلاة والسلام ليلا إلى
بيت المقدس ورجوعة إلى بيته في الليلة ذاتها وهو ثابت أتى ذاكره في القران
الكريم بنص الصريح يقول الله سبحانه وتعالى : ( سبحن الذي أسرى بعبده ليلا
من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصاء الذي بركنا حوله لنريه من أيتنا أنه
هو السميع البصير )
والإسراء كان بجسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وروحه كما تذهب إليه
الآية السابقة فالعبد أسم لمجوع الجسد والروح فلو كان كناما لم يقل سبحانه
وتعالى : وبعبده بل بروح عبده ولان التسبيح انما يكون عند الأمور العظيمة
فلو كان الأسرةمناما لكان الأمر عاديا وليس معجزا ولما بادرت قريش إلى
إنكاره ولما ارتد عن الإسلام جماعة من ضعفاءمن أسلم ثم انظر إلى قوله
تعالى : ( وما جعلنا الرءيا التي أرينك إلا فتنة للناس فالروية هنا كانت
بلعين ولم تكن في الحلم ولو كانت في الحلم لما كانت هناك فتنة ولما كذب
بالإسراء أحد
فهلم عزيزي القارءى نمضي مع سيرة الإسراء والحوداث الجسام لالتي صادقها النبي صلى الله عليه وسلم في طريقة إلى بيت المقدس
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال (( لما جاء جبريل بالبراق إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فكانه أصرت أذنيها فقال لها جبريل عليه السلام مه يا
براق فو الله إن ركبك مثلة فسار رسول الله صلى الله فإذا هو بعجوز غلى جنب
الطريق فقال : ما هذه يا جبريل ؟
قال جبريل عليه السلام : سر يا محمد فسار ما شاء الله أن يسبير فإذا هو
بشي يدعوه متنحيا عن الطريق يقوا هلم يا محمدفقال له جبريل سر يا محمد
فسار ما شاء الله أن يسير قال فلقيه خلق من الخلق فقالوا : السلام عليك يا
أول السلام عليك يا أخر السلام عليكم يا حاشر .
فقال له جبريل عليه السلام : اردد السلام يامحمد فرد السلام ثم لقيه
الثانية فقال له مثل مقالته الأولى ثم الثالثة كذالك حتى أنتهى إلى بيت
المقدس فعرض عليه الماء والخمر واللبن فتناول رسول الله اللبن فقال له
جبريل أصبت الفطرة ولو شريت الماء لغرقت وغرقت أمتك ولو شريت الخمر لغويت
وغوت امتك .
ثم بعث له أدم فمن دونه من الانبياء فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
تلك الليلة ثم قال له جبريل عليه السلام : أما العجوز التي رأيت على جنب
الطريق فلم يبق من الدنيا إلا ما بقي من عمر من تلك العجوز وأما الذي أراد
أن تميل إليه فاك عدو الله أبليس وأما الذين أسلموا عليك فأبراهيم وموسى
وعيسى عليهم السلام ))
وبعد فمنكر الإسراء كافر إجماعا .
2- المعـــــراج :::
~~~~~~~~~~

عرج النبي صبلى الله عليه وسلم يعد أن وصل إلى بيت المقدس وفي الليلة
ذاتها كما صرع بذلك كثير من المفسرين فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق
الحمار ودون البغل يضع حافرة عند منتهى طرفه قال فركبته حتى أتيت بيت
المقدس فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه
ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام باناء من خمر زاناء من لبن
فأخترت اللبن فقال جبريل عليه السلام أخترت الفطرة .
ثم عرج إلى السماء الدنيا ( السماء الأولى )::
~~~~~~~~~~~~~
فأستفتح جبريل عليه السلام فقيل من أنت ؟ قال : جبريل قيل ومن معك قال
محمد قيل وقد بعث إليه قال بعث ففتح لنا فإذا أنا بأدم فرحب بي ودعالي
بخير ثم عرج بنا إلى
السماءالثانية:::
~~~~~~~~~~
فأستفتح جبريل فقيل من أنت فقال جبريل ومن معك ؟ قال جبريل محمد قيا قد
بعث إليه ؟ قال بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا يا بني الخالة عيسى بن مريم
ويحيى بن زكريا فرحبا بر ودعوا لي بالخير ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة:::
~~~~~~~~~~~~~ فأستفتح جبريل فقيل من أنت فقال ك جبريل ومن معك قال محمد
قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا يوسف وإذا هوقد
أعطىشطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بناء إلى السماء الرابعة :::
~~~~~~~~~~
فأستفتح جبريل وقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد يعث
إليه قال قد بعث إلية ففتح لنا فإذا لنا بأدريس فرحب بي ودعا لي بخير قال
تعالى ( ورفعنه مكانا عليا ) من سورة مريم ثم عرج إلى السما الخامسة :::
~~~~~~~~~~~~
فأستفتح جبريل وقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث
إليه قال قد يعث إليه ففتح لنا إذا أنا بهارون فرحب بي ودعا لي بخير
ثم عرج بنا إلى.
السماء السادسة::::
~~~~~~~~~~~~~~
فأستفتح جبريل قيل : من هذا ؟ قال : جبريل قيل ومن معك قال محمد وقد بعث
إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا موسى فرحب بي ودعا لي بخير .
ثم عرج بنا إلى السماء السابعة:::
~~~~~~~~~~ فأستفتح جبريل وقيل : من هذا قيل : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه .
ففتح لنا فإذا أنا بأبراهيم مسنا ظهرة إلى البيت المعمور وإذا هو يدخلة كل
يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلىسدرة المنتهى فإذا ورقها
كاذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال : فلما غشيها من أمر الله ما غشي
تغيرت فما أحدا من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها قال:فأوحى إلي ما
أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت حتى انتهت إلى موسى فقال
: ما فلاض ربك على أمتك قلت خمسين صلاة
قال أرجع إلى ربك فاسالة التخفيف فأن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني
إسرائيل وخبرتهم قال : فرجعت إلى ربي فقلت يا رب خفف عن أمتي فحط عني خمسا
قال أ أمتك لا يطيقون ذلك فأرجع على ربك فأسالة تخفيف قال : فلم أزل أرجع
بين ربي وبين موسى حتى قال : يا محمد أنهن خمس صلوات لكل يوم وليلة لكل
صلا ة عشر
فتلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنه فإن عملها كتبت له
عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فأن عملها كتبت سيءة واحده
فنزلت حتى أنتهيت إلى موسى فأخبرته فقال : أرجع إلى ربك فأساله التخفيف فقلت ك قد رجعتإلى ربي حتى أستجييت منه .
تعال معي الأن إيها القارءى العزيز لنقره هذه الإيات العظيمة : ( والنجم
إذا هوى وما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى أن إلا وحي يوحى علمه
شديد القوى ذو مرة فأستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب وسين
أو أدنى فأوحىإلى عبده ما أوحى ما كذب الفواد ما رأى أفتمرونه على ما يرى
ولقد رءاه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة الماوى أذ يغشى السدرة ما
يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من أيت ربه الكبرى )
لقاء النبي بالأ نبياء ::::
~~~~~~~~~~~~~~~~
تشابهت أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وكا رافق دعوته مع أحوال الأنبياء
صلوات الله عليهم وسلامه وما لاقوة من أقوامهم وكما مر معنا فأن الرسول
صلى اله عليه وسلم لقي في السماء الدنيا ادم ( أقراء قصة أدم ) عليه
السلام وفي ذلك أشارة إلى أن النبي كانت حالة قومه كحال أدم عليه السلام
يخرجة أعداوه من وطنه مكه إلى مدينةكماأخرج أبليس ادم من الجنة إلى الأرض
وفي السماء الثانية رأى النبي صلى الله عليه وسلم عيسى( أقرا قصة عيسى )
عليه السلام وفي ذلك إشارة إلى محاولة المشركين قتل النبي بعد أن حاصروا
بيته فأنقده الله عز وجل كما تامر اليهود على سيدناعيسى عليه السلام
فأضطهدوه وآذوا وزعموا أنهم قتلوا وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وفي
السماء الثالثة رأى النبي يوسف عليه السلام وقي ذلك إشارة إلى هجرة النبي
صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ثم أجتماعة بأهلة كما اجتمع يوسف
عليه السلام ( إقرا بقصة يوسف عليه السلام )بأخوانه وأبيه وفي السماء
الرابعة رأى النبي أدريس علسيه السلام( اقراء قصة أدريس ) وفي ذلك إشارة
إلى بدا النبي صلى الله عليه وسلم بمكاتبة الملوك والامراء المعاصرين
يدعوهم إلى الأيمان بالدين الجديد كما فعل أدريس عليه والسلام إذ كان أول
من كتب وفي السماء الخامسة رأى النبي هارون عليه السلام ( أقراء قصة هارون
عليه السلام ) وفي ذلك إشارة إلى قرب الناس كلهم من النبي صلى الله عليه
وسلم ومحبتهم إياه وأجتماعهم ح-ول كلمته كما كانت بنو إسرائيل تحب هارون
عليه السلام ورأى في السماء السادسة النبي موسى عليه السلام أقراء قصة
موسى علية السلام )وفي ذلك إشارة إلى عودة النبي صلى الله عليه وسلم وإلى
مكة على رأس عشرة الألف المقاتل كما عاد موسى عليه السلام إلى مصر بعد
خروجه منها خائفا يترقب .وفي السماء السابعة رأى النبي أبراهيم الخليل
عليه السلام ( أقراء قصة أبراهيم عليه السلام ) وفي ذلك إشارة إلى قدوم
النبي إلى مكة في حجة الوداع بعد ان عرف الناس أداء مناسك الحج وإحياء سنة
أبراهيم الخليل عليه السلام كما كان سيدنا أبراهيم الخليل عليه السلام أول
من عرف الماس مناسك الحج بعد أن بني هو وأبنه إسماعيل عليهما السلام كعبة
الله الحرام .
موقف قريش من الإسراء والمعراج ::::
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~أصبح رسول صلى الله عليه وسلم في مكة بعد رحلة
الإسراء والمعراج ونزل في بيت أم هاني بنت أبي طالب أخت علي بن أبي طالب
كرم الله وجهة فأخبرها بخبر الإسراء والمعراج كما أعلمها أنه عليه الصلاة
والسلام يريد أخبار قومه لإظهار قدرة الله عز وجل ولمحاولة اقناعهم بصدق
دعوته علهم يلبون نداءه فيعلنون أسلامهم لكن أم هاني خشيت على النبي صلى
الله علية وسلم من أن يكذبه قومه أو يعترض لاستهزائهم ولها عندما هم النبي
بالخروج إلى قومه تعلقت برداءه وقالت له : أنا شدك بالله يا رسول الله ألا
تذهب لان قومك سوف يكذبونك ولكن النبي أنتزع رداءه منها وسطع نور عند قلبة
كاد يخطف بصرها فخرج دون أن تراه وعندئذ أرسلت في أثره جارية لها تدعى
نبعة لتعرف ما سيحدث له مع قومه
وصل الرسول إلى نفر من قريش وفيهم أبا جهل بن هشام ومطعم بن عدي فسالة أبو
ابو جهل هل من خبر فقص رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر الإسراء فقال له
أبو جهل : أو تحدث قومك مثل ما حدثتنا إذا ناديتهم فقال رسول الله صلى
الله علية وسلم ما جرى له فماذا كان ردهم ؟
صار بعضهم يصفق إستهزاء وبعضهم وضع يده على رأسة تعجبا إلى أن قال مطعم بن
عدي : كيف يحصل ذلك في ليلة واحدة ؟ ونحن ونحن نستغرق في رحلتنا إلى بت
المقدس شهرا أتزعم أنك أنيته ي ليلة واحدة واللات والعزى لا أصدقك وسمع
أبو بكر الصديق رضي الله عنه حدسث مطعم بن عدي فقال أشهد أنه صادق عندئذ
طلبوا من النبي صلى الله علية وسلم أن يصف لهم بيت المقدس وكان بعضهم زار
بيت المقدس وأجا بهم النبي صلى الله علية وسلم إلى طلبهم فوصف لهم بيت
لمقدس وصفا دقيقل وأبوبكر رضي الله عنه يقول : أشهد أنك رسول الله فقالوا
: أما النعث فقد أصاب
ثم قالوا فأخبرنا من عير لنا قادم من الشام فأخبرهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم وقال يتقدمها جمل أوراق عليه وغراتان محيطتان قال وشريت من قربة
وأن القافلة تقدم يوم كذا مع طلوع الشمس
فخرجوا ينتظرون طلوع الشمس يريدون تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أحدهم : هذه الشمس قد طلعت وقال الأخر : وهذه والله العير قد أقبلت
يتقدمها جمل أوراق ولم يزدهم هذا البرهان إلا عنادا وقالوا : أن هذا سحًر
مبين .




من روائع قصص القرآن الكريم . RealMadrid
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
5ωα6я
مشرف الشات
مشرف الشات
5ωα6я


دولتي : السعودية
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1933
نقاط : 2321
السٌّمعَة : 2
العمر : 31
الوسام : وسام النشاط
الثور الديك
تاريخ الميلاد : 04/05/1993
المزاج : вαđ мøøđ

من روائع قصص القرآن الكريم . Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص القرآن الكريم .   من روائع قصص القرآن الكريم . I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 03, 2010 6:52 pm

6-**** السيــده مريم العـــذراء وسيدنا عيسى عليه الســلام****
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت الحياة الدنيوية لروح الله وكلمته ورسوله الخاتم لرسل لبني إسرائيل
عيسى بن مريم، ولأمه مريم بنت عمران عليهما السلام سلسلة متواصلة من
الابتلاءات والاختبارات، وكانت حياتهما الدنيوية نموذجاً للزهد والبعد عن
الدنيا، والرغبة فيما عند الله.
فأما مريـم عليها السلام فإن الله سبحانه وتعالى اصطفاها واختارها على كل
نساء الأرض. قال تعالى: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك
واصطفاك على نساء العالمين}.
وقال صلى الله عليه وسلم: [كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا
مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد..] الحديث جاءت أنثى فيما ترجو أمها أن
يكون مولودها ذكراً:
وأول امتحان لمريم عليها السلام أن أمها التي كانت ترجو أن ترزق غلاماً
لتهبه لخدمة بيت المقدس رزقت بنتاً، والبنت لا تقوم بالخدمة في المسجد كما
يقوم الرجل، وأسفت أم مريم امرأة عمران واعتذرت للرب جل وعلا فقالت: {رب
إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت -وليس الذكر كالأنثى- وإني سميتها
مريم، وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} وأوفت بنذرها كما
اشترطته على الله: {رب أني نذرت لك ما في بطني محرراً}!! وكان لا بد من
الوفاء بالنذر.. وقبل الله سبحانه وتعالى هذا النـذر وجعله نذراً
مباركاً.. بل لا يعرف نذر أعظم منه بركة، فقد أعقب خير نساء العالمين
ورسولاً من أولي العزم من الرسل يجعل الله ولادته وحياته، ورفعه إلى
السماء، ونزوله آخر الدنيا، وما أجرى على يديه من المعجزات آية كبرى من
آيات الله سبحانه وتعالى... فأي نذر أعظم من هذا؟
مريم عليها السلام اليتيمة في بيت الله:
ولدت مريم عليها السلام يتيمة فآواها الله عند زوج خالتها -والخالة بمنزلة الأم- وزوج خالتها هو زكريا عليه السلام وهو نبي قومه..
وكان هذا من رحمة الله بمريم، ورعايته لها. قال تعالى: {فتقبلها ربها بقبول حسن، وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا}
وشبت مريم عليها السلام وبيتها المسجد، وخلوتها فيه، ويلطف الله بها
فيأتيها الطعام من الغيب وكلما زارها زوج الخالة، وجد عندها رزقاً، وهو
الذي يقوم بكفالتها فمن أين يأتيها شيء لم يأت هو به؟!
ويقول لها: {يا مريم أنى لك هذا} فتقول: {هو من عند الله إن الله يرزق من
يشاء بغير حساب}، ولم تكن في هذا في جنة قبل الجنة، وإنما هو بلغة من
الرزق يتحف الله به أولياءه، ويكرم به أهل طاعته اتحافاً وإكراماً، إذا
ضاق بهم الحال واشتد بهم الأمر، وتذكيراً لهم بأن الله لا يضيع أهله، كما
صنع الرب الإله لهاجر عليها السلام وابنها اسماعيل فقد فجر الله لهما زمزم
ماءاً معيناً عندما تركهما إبراهيم في هذا المكان القفر.
وكما فعل الرب سبحانه بخبيب بن عدي رضي الله عنه صاحب رسول الله الذي حبسه
أهل مكة ليقتلوه، فرأوا في يده وهو في سجنهم قطفاً من عنب يأكل منه، وليس
بمكة كلها عنب، ولا هو بأوان عنب، وإطعام الله أهله وأولياؤه من الغيب،
وهم في الدنيا هو من باب اللطف بهم، وإظهاره معجزاته لهم فكم نبع الماء من
بين أصابع النبي الخاتم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه؟! وكم
بارك النبي صلى الله عليه وسلم في الطعام القليل الذي لا يكفي خمسة من
الناس فيأكل منه الجيش كله، وكانوا ثمانمائة رجل أكلوا لحماً وثريداً حتى
شبعوا من عناق واحدة، وصاع من شعير لا يكفي خمسة.
مريم عليها السلام وأحلام الأنثى::::
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
]لم يكن لمريـم عليها السلام التي سكنت في محراب المسجد (المحراب غرفة في
المسجد يعتزل فيه المقيم بها عن الناس)، وكان بنو إسرائيل يتخذون المحاريب
في المساجد للخلوة والعبادة، (وسمي هذا المكان في المسجد بالمحراب لأن
المقيم فيه كأنه محارب للناس مبتعد عنهم أو كأنه بيت الأسد).
لم يكن لمريم المنذورة لبيت الله من أحلام الأنثى -في الزوج المنشود-
والمرآة، وصندوق أدوات التجميل شيء!! بل كان زادها وحلمها وآمالها الطاعة
والعبادة!! فقد جاءها أمر الله: {يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك
على نساء العالمين* يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين}
وهكذا نشأت مريـم فتاة عابدة في خلوة في المسجد تحيي ليلها بالذكر
والعبادة والصلاة وتصوم نهارها، وتعيش لآخرتها. المحنة الكبرى لمريم عليها
السلام::::
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت المحنة الكبرى لمريم عليها السلام العابدة الزاهدة البتول أن يبشرها
الله سبحانه وتعالى بولد منها وهي غير ذات زوج فقالت: {أنى يكون لي غلام
ولم يمسسني بشر} وحاولت دفع هذا عن نفسها، ولكن جاءها الأمر الإلهي: {كذلك
قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً}
فكذلك قال الله، فلا راد لكلمته، وكان أمراً مقضياً فمن الذي يستطيع أن
يمنع قضاء الله؟! ولله سبحانه وتعالى شأن في إخراج هذه الآية للناس: امرأة
عابدة صالحة تبتلى بحمل من غير زوج يصدقها الصادقون المؤمنون، ويكذبها
الكافـرون المجرمون، ويكون ابنها الذي قضاه الله وقدره على هذه الصورة
المعجزة آية في خَلْقِه، آيه في خُلُقِه، آية في معجزاته، رحمة للناس في
زمانه، وبعد زمانه، فتنة لعميان البصائر الذين يغالون فيه فيعبدونه
ويجعلونه خالقاً رازقاً مدبراً موجوداً قبل الدهور مولوداً بطبيعة بشرية
وهو في ذاته إله من إله!! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً... وهكذا
يهلك فيه من اعتقده ابن من الزنا!! ومن اعتقده الإله الخالق وينجو به أهل
الصدق والتصديق: {قال إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبياً وجعلني
مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً، وبراً بوالدتي
ولم يجعلني جباراً شقياً، والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً}
مريم عليه السلام تفر من المسجد خوفاً من الفضيحة والعار:::
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وتخرج مريم عليها السـلام من محرابها في بيت المقدس بعد أن رأت حملها في
بطنها قد كبر، وبعد أن خافت الفضيحة، تخرج إلى مكان بعيد تتوارى فيه عن
الأنظار، وفي بيت لحم يلجئها المخاض إلى جذع نخلة -وهي وحيدة غريبة طريدة-
فتضع حملها ولا أم هناك، ولا خالة ولا قابلة!! ولا بيت دافئاً، ولا ستر
تتوارى فيه عن أعين الناس إلا هـذه الأحراش!! تضع حملها ودموعها تملأ
مآقيها، والهموم والآلام تلفها من كل جانب: هم الغربة والوحشة، وفقد الأهل
والناصر، والستر وفقد الإرفاق بالوالد، وكم تحتاج الوالد من الإرفاق تحتاج
إلى دفء، وحنان زوج، وشفقة أهل، وطعام مخصوص، وفراش، وتهنئة بالسلامة
والعافية بالمولود الجديد... وأما مريم عليها السلام فلا شيء من ذلك وهي
تنتظر الفضيحة بوليدها الجديد..
وعندما تجتمع كل هذه الهموم والمصاعب تتمنى أن تكون قد ماتت قبل هذا
الامتحان!! ولم تعش إلى هذه المحنة الشديدة قالت: {يا ليتني مت قبل هذا،
وكنت نسياً منسياً}. (أي شيء متروكاً محتقراً، والنسي في كلام العرب:
الشيء الحقير الذي من شأنه أن ينسى، فلا يتألم لفقده).
وفي هذه اللحظة التي يبلغ بها الحزن والأسى مداه يأتيها الأمن والأمان
والبشرى والإرفاق.. فيناديها مولودها من تحتها: {ألا تحزني قد جعل ربك
تحتك سرياً} أي سيداً عظيماً {وهـزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً
جنياً* فكلي واشربي وقري عيناً فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت
للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً} إن مع العسر يسراً:::
~~~~~~~~~~~~~~
وهنا تأتيها المعجزات فهذا جدول ماء رقراق يفجره الله لها، وهاهي تستطيع
وهي والد ضعيفة أن تهز جزع النخلة فيتساقط عليها الرطب رطباً جنيا، وأما
القوم وخوف الفضيحة فدعي هذا لنا!! وعليك أنت بالصوم عن الكلام، ودعي هذا
السيد العظيم الذي تحملينه يتولى الدفاع عنك، وبيان المهمة التي أرسل بها.
قال تعالى: {فأتت به من قومها تحمله، قالوا يا مريم لقـد جئت شيئاً فرياً*
يا أخت هارون ما كان أبوك امرأً سوء وما كانت أمك بغياً* فأشارت إليه،
قالـوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً}، وهنا أنطقه الله ليبين لهم الآية
في خلقه على هذا النحو...
وينشأ عيسى في قومه من بني إسرائيل وبدلاً من أن يقابل اليهـود المعجزة
بالإيمان والتصديق يقابلونها بالجحود والنكران، ويتوجسون شراً من هذا
المولود الذي تكلم في المهد، والذي ينشأ لا كما ينشأ الصبيان، فالأولاد
يلهـون بالطين فيجعلون منه عصفوراً حجراً تمثالاً، ولكنه يصنع لهم عصفوراً
من الطين ثم ينفخ فيه أمامهم فإذا بالعصفور حي يطير فيكون ردهم أن هذا
ساحر كبير!!


عيسى عليه السلام العابد الزاهد البار التقي::::
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وينشأ عيسى عليه السلام عابداً زاهداً يلبس الصوف، وشعر الماعز ..
ولـم يتخذ له مسكناً قط، ولا سكن بيتاً طيلة حياته، ولا أوى إلى سقف قط،
ولم يدخر شيئاً قط، ولا ادخر طعاماً لغده أبداً. ينتقل من مكان إلى مكان
أينما يدركه المساء بات!! يلبس نعلين من لحاء الشجر، شراكهما ليف، كان
عامة تنقله على رجليه، وأحياناً يركب حماراً، عمله السياحـة في الأرض لا
يأويه بيت ولا قرية، مأواه حيث جنَّه الليل، سراجه ضوء القمر، وظله الليل،
وفراشه الأرض لم يتخذ غطاءاً بينه وبين الأرض قط، ووسادته حجر من الأرض،
بقله وريحانه عشب الأرض وربما طوى الأيام جائعاً، لم يره أحد مقهقهاً قط!!

أصحابه وأصدقاؤه وخلانه هم الفقـراء والمساكين والزمنى والمرضى، يمسح
دموعهم، ويدعو لهم فيشفيهم الله ببركته، وجلساؤه الخطاءون وقطـاع الطرق،
فيدعوهم إلى التوبة فيتوبون على يديه {وجعلني مباركاً أينما كنت} لقد كان
عيسى مباركاً حيث كان وأنى تحول... كان مثالاً لبني إسرائيل الذي تكالبوا
على الحطام، وأقبلوا على الدنيا، وكانوا أحرص الناس على الحياة، وبخلوا
حتى اشتكى البخل من بخلهم، فجاءهم عيسى عليه السلام ليضع الدنيا كلها تحت
قدميه، ويلقيها وراء ظهره ويعمل للآخرة فيشفي من يعجز الطب عن شفائه.
فينطق الأبكم، ويسمع الأصم، يفتح أعين من ولد أعمى، ويمسح جلد الأبرص
فيعود أحسن من جلـد السليم، ويقيم المقعد الأشل، ويشفي الزمن اليائس من
الشفاء، ولا يتخذ على شيء من ذلك أجراً ويعلم الدين، ولو أخذ أجراً لكان
أغنى الناس.
ويجعل مجالسه وقيامه وقعوده مع الفقـراء والمساكين والمعوزين، فيمسح
دموعهم ويغسل عن أرجلهم، ويتواضع لهم ويبشرهم بالدخول إلى ملكوت السماء
إذا زهدوا في هذه الدار الفانية.
تعالوا أعلمكم صيد العالم بدلاً من صيد السمك!!:
ويمر على طبرية ويلقي مجموعة من صيادي الأسماك فيدعوهم إلى الإيمان،
ويدعوهم إلى حمل دعوة الله، والتبشير برسالته فيعتذرون أنهم مشغولون بصيد
السمك فيقول لهم (تعالوا أعلمكم صنعة تصيدون بها العالم بدلاً من صيد
السمك) تعالوا فـ (أن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما
فيها) فيتبعه منهم مجمـعة يصبحون تلاميذه الخاصين، وأصحابه المنتخبين
ويصحبونه من قرية إلى قرية، يدعون إلى الله، ويصيدون الناس في شباكهم إلى
الجنة والمغفرة، بعد أن كان كل صيدهم سمكة يرجعون بها إلى أهلهم.
اليهود يلاحقون أنبياء الله الثالثة زكريا ويحيى وعيسى ليقتلوهم:::
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ولكن يظل اليهود هـ اليهود انكباباً على الدنيا، رضا بالذل، وحرصاً على
الحياة، وماذا يفعلون وقد قام لهم ثلاثة من الوعاظ في وقت واحد زكريا
وابنه يحيى، وعيسى بن مريم عليهم السلام جميعاً.
فأما زكريا عليه السلام فإن اليهود لاحقوه حتى قتلوه، وبعد أن لاذ منهم
بشجرة شقوه معها إلى نصفين. وأما يحيى عليه السلام العابد الزاهد البار
التقي فإنهم ظلوا يلاحقونه حتى كان آخر أمره أن طلبت رأسه علي طبق، بغي من
بغاياهم، لمّا قدمت ابنتها إلى ملك من ملوكهم رقصت في يوم مولده فأذهلت
الملك والحضور بجودة رقصها فقال لها اطلبي!! فقالت لها أمها: اطلبي رأس
يحيى (يوحنا المعمدان) على طبق!! وقد كان!! قدم الملك رأس يحيى النبي هدية
إلى زانية!! لأنها أدخلت السرور على قلب الملك وجلسائه في عيد ميلاده وقال
لها لا تطلبين شيئاً إلا حققته لك فطلبت رأس من أفتى بقطع فنها، وتحريم
عملها!!
اليهـود إلى الآخرة، ويريد أن يخرجهم من ذل الرومان الوثنيين، ويعيد لهـم
الدين والشريعة والعزة والتمكين... فما كان من اليهود إلا أن صاحوا به
وبدأوا يلاحقونه من قرية إلى قرية يريدون إهلاكه وقتله، وإلحاقه بيحيى
الذي قطعوا رأسه، وزكريا الذي نشروه إلى فلقتين بالمنشار واتخذ اليهود كل
سبيل لقطع عيسى عليه السلام من وسطهم.
ولما علم عيسى عليه السلام أنه ملاحق مطارد وأن القوم قد وشوا به إلى
الرومان ليقتلوه واتهموه بالفساد والإفساد في الأرض، وقال اليهود للرومان
الوثنيين الكفرة: إن تركتم عيسى فإنه سيفسد عليكم الشعب!! ولن تستقر لكم
حكومة في فلسطين!! وكان الرومان الكفار الوثنيون أعظم رحمة وعدلاً مع عيسى
عليه السلام من اليهود الذين هم قوم عيسى وجماعته وأهله!! وقال الحاكم
الروماني (بيلاطس) لليهود الذين جاءوه شاكين من عيسى عليه السلام: إن هذا
رجل بـار، لم نر منه شراً!! إذا كنتم تختلفون معه في شيء من دينكم فهذا
شأنكم أننا لا نتدخل في مشكلاتكم الداخلية!! احكموا عليه فيما بينكم!! أما
نحن فإننا لم نر منه شراً!! ولكن اليهود وهم اليهود يقولون له: إن لم
تقتله شكوناك أنت إلى القيصر في روما، فإنك لا تقوم بعملك في فلسطين على
الوجه الأكمل!! إنك تترك المفسدين ليفسدوا في الأرض!! فيقول لهم الحاكم
الروماني: يا قوم كيف ألطخ يدي بدماء رجل برئ!! فيقولون له: اقتله ودمه في
رقابنا!!
ولا يجد الحـاكم الروماني (بيلاطس) بداً من قتله ليسكن الفتنة فيرسل شرطته
وجواسيسه ليأتوه بعيسى عليه السلام، ويتوصلون بالرشوة لمعرفة البستان الذي
كان قد اختفى فيه عن الأنظار، ويلقي الله شبه عيسى عليه السلام على غيره
ويقاد إلى الحاكم الروماني، فيقول: أنا برئ من دم هذا البار ويؤخذ إلى
الحاخام اليهودي الأكبر قيافا، وفي محاكمة صورية هزلية يحكم عليه بأنه
مبتدع ضـال مهرطق، وأن حكمه أن يقتل، ويؤخذ شبه عيسى هذا إلى السجن،
وينتظر الحاكم الروماني لعل الأمور تتغير، ولعل اليهود يتغيرون ويراجعون
حكمهم في عيسى ولكن هيهات..
الحكم على يسوع بالموت:
وكان من عـادة الحاكم في كل عيد أن يطلق لجمهور الشعب أي سجين يريدونه،
وكان عندهم وقتئذ سجين مشهور اسمه باراباس، ففيما هـم مجتمعون، سألهم
بيلاطس: من تريدون أن أطلق لكم: باراباس، أم يسوع الذي يدعى المسيح؟ إذ
كان يعلم أنهم سلموه عن حسد، وفيما هو جالس على منصة القضاء، أرسلت إليه
زوجته تقول: إياك وذلك البار، فقد تضايقت اليوم كثيراً في حلم بسببه. ولكن
رؤساء الكهنة والشيوخ حرضوا الجموع أن يطالبوا بإطلاق باراباس وقتل يسوع.
فسألهم بيلاطس:أي الاثنين تريدون أن أطلق لكم؟ أجابوا: باراباس. فعاد
يسأل: فماذا أفعل بيسوع الذي يدعى المسيح؟ أجابوا جميعاً: ليصلب. فسأل
الحاكم: وأي شر فعل؟ فازدادوا صراخاً: ليصلب!، فلما رأى بيلاطس أنه لا
فائدة، وأن فتنة تكاد تنشب بالأحرى، أخذ ماء وغسل يديه أمام الجمع، وقال:
أنا برئ من دم هذا البار، فانظروا أنتم في الأمر! فأجاب الشعب بأجمعه:
ليكن دمه علينا وعلى أولادنا! فأطلق لهم باراباس، وأما يسوع فجلده، ثم
سلمه إلى الصلب.
الجنود يستهزئون بيسوع::::
~~~~~~~~~~~~~~~~~
فاقتاد جنود الحاكم يسوع إلى دار الحكومة، وجمعوا عليه جنود الكتيبة كلها،
فجردوه من ثيابه، وألبسوه رداءاً قرمزياً، وجدلوا إكليلاً من شوك وضعوه
على رأسه، ووضعوا قصبة في يده اليمنى وركعوا أمامه يسخرون منه وهم يقولون:
سلام يا ملك اليهود، وبصقوا عليه، وأخذوا القصبة منه، وضربوه على رأسـه،
وبعدما أوسعوه سخرية نزعوا الرداء وألبسوه ثيابه، وساقوه إلى الصلب.
(إنجيل متى 15-32 )
ولما أحس عيسى عليه السلام أنه ملاحق مطارد مطلوب رأسه، وأن اليهود لن يهدءوا إلا إذا ألحقوه بيحيى وزكريا...
قال لخلص أصحابه: {من أنصاري إلى الله} قال تعالى: {فلما أحس عيسى منهم
الكفر قال من أنصاري إلى الله، قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله
واشهد بأنا مسلمون}.
عيسى عليه السلام يحمل الحواريين الأمانة ويصعد إلى السماء:
فحملهم عيسى الأمانة وأوصاهم بالدعوة إلى الله حتى الموت، وبايعهم على
الشهادة في سبيل الله وأخبرهم أن الله رافعه إلى السماء، وأنه سيعود مرة
ثانية إلى الأرض!! ولكن الحواريين يناشدونه البقاء معهم وألا يتركهم لخوض
غمار هذه المحنة وحدهم!! فيخبرهم أنه سيذهب ليأتي المخلص الأعظم، والنبي
الخاتم الذي تختم به الرسالات، وأنه إذا بقي فيهم ولم يصعد إلى السماء لا
يأتي هذا المخلص الأكبر والنبي الأعظم، وأخبرهم عيسى أن عودته ستكون في
النهاية قبل يوم القيامة وأنه عندما يرتفع الليلة إلى السماء سيدعو الله
أن يؤيدهم في مهمتهم الشاقة بروح القدس جبريل أمين الله على وحيه ليكون
معهم يشد أزرهم حتى يكملوا المهمة...
ويرفع الله عيسى إليه، ويطهره من الذين كفروا، ويصلب الذي ألقى الله شبهه
عليه بدلاً من عيسى!! ويفتخر اليهود قائلين: (إنا قتلنا المسيح عيسى بن
مريم رسول الله)!!
ويقوم تلاميذ بالدعوة إلى الله، فيخرج كل منهم إلى مدينة من مدن العالم فينتشر الدين، ويقتلون جميعاً شهداء.
ويبقى عيسى عليه السلام اختياراً للناس إلى يوم القيامة:::
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ويفتن الناس في شأن عيسى فاليهود يسبونه ويرمونه وأمه بالزنا، ويقولون
مبتدع مهرطق كذاب!! ادعى أنه جاء ليخلصنا من الذل، ولم يستطيع أن يخلص
نفسه، وقد قتلناه واسترحنا منه!! وجمع من النصارى يغالون فيه وتتجارى بهم
الأهواء فيقولون هو الله ولد من مريم، وكان موجـوداً قبل الدهور، وهو وروح
القدس والله ثلاثة في واحد، الأب والابن وروح القدس إله واحد!! ويختلفون
في حقيقته وطبيعته إلى مئات من العقائد والمذاهب والأقوال التي يضاد بعضها
بعضاً، ويكفر بعضهاً بعضاً، وأهل الحق من أتباعه يعتقدون أنه عبد الله
ورسوله جاء بني إسرائيل بالهدى والدين فكان من شأنهم معه ما كان، ورفعه
الله وطهره لتتم الرسالات بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم.
عيسى عليه السلام والعودة إلى الأرض:
ويعود عيسى في آخر الزمان نبياً ورسولاً، تابعاً للنبي الخاتم، حاكماً
بالقرآن فيكسر الصليب الذي عبد جهلاً، ويقتل الخنزير الذي أحله من زعم
أنهم من أتباعه، ويضع الجزية فلا يقبل إلا السيف، ويقيم الصلاة التي علمها
محمد بن عبدالله النبي الخاتم، وينزل على مسجد المسلمين في دمشق، وليس على
كنيسة من كنائس النصارى...
ويتبعه أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فيقتلون عباد الصليب أينما كانوا وكيفما كانوا.
قـال صلى الله عليه وسلم: [والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم عيسى بن
مريم حكماً عدلاً مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويؤذن
بالصلاة].
{ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ما كان الله أن يتخذ من ولد
سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول كن فيكون}وهذه حياته وزهده ودعوته
وعبادته سلسلة طويلة من الابتلاءات والاختبارات وهكذا أهل الله الذين هم
أهله يبتلون ثم تكون العاقبة لهم.
ولقد كانت حياتهم الدنيوية زهداً وتكليفاً ودموعاً وتعالياً عن الدنيا، وإقبالاً على الله والدار الآخرة.
بقلم الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق..
.

من روائع قصص القرآن الكريم . RealMadrid

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
raouf1999
عضو فضي
عضو فضي
raouf1999


دولتي : الجزائر
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 568
نقاط : 1186
السٌّمعَة : 0
العمر : 35
الدلو التِنِّين
تاريخ الميلاد : 02/02/1989

من روائع قصص القرآن الكريم . Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص القرآن الكريم .   من روائع قصص القرآن الكريم . I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 27, 2010 6:02 am

بوركت أخي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
السيل الجارف
عضو برونزي
عضو برونزي
السيل الجارف


دولتي : الأردن
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 354
نقاط : 597
السٌّمعَة : 0
العمر : 67
العقرب القرد
تاريخ الميلاد : 20/11/1956
المزاج : نسيم البحر

من روائع قصص القرآن الكريم . Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص القرآن الكريم .   من روائع قصص القرآن الكريم . I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 27, 2010 2:41 pm

مشكووووووووووووووووووووور
****************************************
بارك الله فيك
وجزاك خير وجعل ما تقدم فىي ميزان حسناتك
دمت بخير
****************************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من روائع قصص القرآن الكريم .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تحميل القرآن الكريم كاملا بصوت الشيخ محمد عبد الكريم بجوده Ripped @ 128 kbps وبحجم 1.2 جيجا
» آداب قراءة القرآن الكريم
»  أدعية القرآن الكريم
» عشرون معجزة من معجزات القرآن الكريم
» نهاية إسرائيل في القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات Vpas :: قسم المنتدى العام :: القسم الإسلامي-
انتقل الى:  

 جميع الحقوق محفوضة لابداع نتebda3net©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع