موقف حصل مع ابي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



حياكم الله جميعاً ..

= قبل أن أبدأ .. إن كنت ستقرأ بعقلك فأهلاً بك وإن كنت ستمر مرور الكرام فلا تشغل نفسك !


" أبوي الله يحفظه بيوم من الأيام وقف عند الصراف اللي بالمحطة .. يقول كان قدامي 4 سيارات تقريباً .. وقفت أنتظر
فجأة مشى الأول .. مادريت إلا الثاني يطل ويمشي والثالث والرابع ولا أحد صرف ^^" .. يقول انا استغربت وقفت اشوف وش فيه يمكن الآلة متعطلة أو شيء .. ويناظر طلع فيه شاشة صغيرة داخل الشاشة الكبيرة يقول وقفت وأناظر اللمبة الصغيرة اللي بجنب مكان ادخال البطاقة تأشر معناته الآلة تشتغل وبإمكانه يدخل البطاقة .. ودخله وصرف والحمدلله "

الموقف بسيط جداً جدا لمن لا يرى بعده الآخر ..
الرجل صاحب السيارة الأولى .. لم يعطي مجالا لنفسه حتى يفكر.. مجرد ما رأى شيء غريب لم يسبق له رأيته استسلم للأمر وذهب ..

بقية أصحاب السيارات .. " تـُــبّــع " .. مجرد ما رأوا صاحب السيارة الأولى لم يصرف لحقوا به ولم أيضا يعطوا أنفسهم فرصة حتى يفهموا الوضع بشكل سليم ..

سبحآن الله !
كثيراً ما يتكرر ذلك المشهد وبأوجه متعددة ..
سواءً كان بتقليد الغرب في كل صغيرة وكبيرة دون الرجوع للمنطق والعقل وقبل ذلك الدين .. سواء كان باتباع الجهلة من الناس في منطقهم وتفكيرهم .... الخ ..
كم من موضة ظهرت لا تنتمي لأي عقلية ومع ذلك تجد قوم تـُــبّــع
كم من جاهل يتمخطر وعلماني يجاهر وتجد خلفه قومٌ تـُــبّــع



أخوتي :
ربنا منحنا عقولاً خاصة بنا وسمح لنا أن نفكر بها ..
إذاً فلماذا لا تعطي لعقلك فرصة حتى يفكّر .. يرى .. يتعلم .. يقرر .. الخ
لا تكن تبعيّاً تجري وراء الناس ولا تدري لماذا يجرون ولأي مكان سيصلون !!
ما غزانا الإعلام إلا لأننا قومٌ نرى ونطبّق ولا نفكر ؟!
لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذُب في الآخرين. إن هذا هو العذاب الدائم ، وكثيرٌ هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتِهم وحركاتِهم ، وكلامَهم ، ومواهبهم ، وظروفهم ، لينصْهرُوا في شخصيِّات الآخرين ، فإذا التكلّفُ والصَّلفُ ، والاحتراقُ ، والإعدامُ للكيان وللذَّات.
من آدم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنانِ في صورةٍ واحدةٍ ، فلماذا يتفقون في المواهبِ والأخلاق .

أنت شيءٌ آخرُ لم يسبق لك في التاريخِ مثيلٌ ولن يأتي مثُلك في الدنيا شبيه .
أنت مختلف تماماً عن فلان وفلانه فلا تحشرْ نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان .
( انطلق على هيئتك وسجيَّتك )


أخي / أختي ..
إن لم تكن بحاجة لعقلك " وأجزم أنك بأشد الحاجة إليه " فنحن بحاجة لعقلك ..
بحاجة لك ولتفكيرك وإبداعك بحاجة لإنجازك بحاجة لمن يصنع للأمّة وأنت قادر إن توكلت على العلي القدير ..

:: أختم حديثي بأبلغ الحديث ::
قال تعالى : (( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ... ))
وقال رسول الله : (( لا يكن أحدكم امعة يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن اساءوا أسأت ولكن وطنوا انفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن تتجنبوا إساءتهم ))

مشكوووووووووووووووووووور جداًً